مجلة متخصصة محكمة نصف سنوية

نشأة المكتب

جاءت فكرة إنشاء مكتب تنسيق التعريب، في إطار تصور جهاز عربي متخصص، يُعنى بتنسيق جهود الدول العربية في مجال تعريب المصطلحات الحديثة، والمساهمة الفعالة في إيجاد أنجع السبل لاستعمال اللغة العربية في الحياة العامة، وفي جميع مراحل التعليم، وفي كل الأنشطة الثقافية والعلمية والإعلامية، ومتابعة حركة التعريب في جميع التخصصات العلمية والتقنية. وقد اقتنعت الدول العربية بدور هذا الجهاز وبأهمية إحداثه، فانعقدت -تنفيذاً لتوصيات مؤتمر التعريب الأول الذي التأم بالرباط سنة1961- الدورة الأولى لمجلسه التنفيذي بالرباط في 19 فبراير 1962، ثم أُُلحق بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مارس 1969. وعند قيام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كوكالة متخصصة في نطاق جامعة الدول العربية في يوليو 1970، اُلحق بها هذا الجهاز في مايو/أيار 1972، وكان يسمى آنذاك ( المكتب الدائم لتنسيق التعريب في الوطن العربي)، وتم إقرار نظامه الداخلي من قبل المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته الثامنة المنعقدة بالقاهرة من 27/1 إلى 3/2/1973، ووفق قرارات المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في دورته الرابعة والستين لسنة 1996، في موضوع دراسة أوضاع الأجهزة الخارجية للمنظمة، وتقييم أدائها واستشراف مستقبلها، تمت الموافقة على الهيكل التنظيمي للمكتب في الدورة السابعة والستين للمجلس التنفيذي للمنظمة سنة 1998.

فيديو تعريفي

الأهداف والمهام

أهداف المكتب

جعل اللغة العربية لغة تعليم ولغة تواصل ولغة البحث العلمي لتلبية حاجات الحياة العصرية والمساهمة، في تنميتها ونشرها عن طريق وضع منهجية محكمة لإعداد المعاجم الضرورية وما تتطلبه من مصطلحات بتجميعها وتصنيفها بالتنسيق مع المجامع والهيئات المتخصصة في شأنها وتتبّع ما تتمخض عنه أعمالها من جهود ونتائج قصد نشرها والتعريف بها.

المهــام

انطلاقاً من هذه الأهداف يمكن تحديد مهام المكتب في الأعمال الآتية:
  1. تنسيق الجهود التي تبذل لإغناء اللغة العربية بالمصطلحات الحديثة ولتوحيد المصطلح العلمي والحضاري في الوطن العربي.
  2. تتبّع ما تنتهي إليه بحوث المجامع اللغوية والعلمية وكذلك أنشطة العلماء والأدباء والمترجمين مما يمسّ مباشرة قضايا التعريب والمصطلح. وجمع ذلك كله وتنسيقه وتصنيفه تمهيداً للعرض على مؤتمرات التعريب.
  3. تمتين أواصر التعاون المثمر مع المجامع اللغوية العربية ومع كلّ الجهات العربية والدولية المتخصصة لتحقيق أهداف المكتب.
  4. تنسيق الجهود التي تبذل للتوسع في استعمال اللغة العربية في التدريس بجميع مراحل التعليم وأنواعه ومواده، وفي الأجهزة الثقافية ووسائل الإعلام المختلفة.
  5. تتبع حركة التعريب وتطور اللغة العربية العلمية والحضارية في الوطن العربي وخارجه، بجمع الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع ونشرها أو التعريف بها.
  6. إعداد المشروعات المعجمية المتخصصة التي تقرّها مؤتمرات التعريب وإصدارها، والإعداد لعقد الندوات والحلقات الدراسية المقرّرة في برامج المكتب.
  7. إنشاء قاعدة البيانات المصطلحية لتخزين المصطلحات وتصنيفها وتبادل المعلومات والمصطلحات مع البنوك المتخصصة في هذا المجال. سعياً وراء تحقيق معاجم موحّدة وموسوعات عربية متعدّدة المداخل باللغات الأجنبية.
  8. عقد المؤتمرات الدورية للتعريب.
  9. نشر الجهود العلمية في ميدان التعريب وضبط المصطلح والتعريف بها.
وتتوزع مهام مكتب تنسيق التعريب إلى قسمين رئيسيين، هما:
أ- مهام داخل البرامج ، وتنحصر في تنفيذ البرامج والمشروعات التي يقترحها المكتب وفق الخطط المستقبلية للمنظمة وتوصيات مؤتمرات التعريب واجتماعات المجلس العلمي الاستشاري للمكتب.
ب- مهام خارج البرامج ، وتشتمل على أنشطة مكثفة ومتنوعة نذكر منها على الخصوص:
  • تقديم المشورة والدعم الفني والعلمي للقطاعات العامة والخاصة الراغبة في التعريب.
  • الحضور والإسهام الممكنين في الندوات والمؤتمرات واللقاءات والمعارض الثقافية المرتبطة باختصاصات المكتب.
  • ربط صلات التعاون والتنسيق مع كافة الجهات المهتمة بقضايا التعريب في الوطن العربي.
  • التعريف بأنشطة المكتب المختلفة من خلال وسائل الإعلام والاتصال والمعارض.
  • تزويد الباحثين والطلبة بالمعلومات التي يطلبونها لمساعدتهم على إنجاز أبحاثهم.

البنية الهيكلية

بنية المكتب العامة

تتألف بنية المكتب الهيكلية من الوحدات الآتية :
  • وحدة الدراسات والأبحاث المصطلحية والمعجمية
  • وحدة التخطيط والمشروعات والمتابعة
  • وحدة الشبكة المعلوماتية
  • وحدة التوثيق والإعــلام (مجلة اللسان العربي).
  • وحدة الشؤون الإدارية والمالية.
وتمارس أعمالها وفق أحكام نظام موظفي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ونظامها المالي والإداري والقرارات والتعليمات التي يصدرها المدير العام للمنظمة.

بنية المكتب

تتألف بنية المكتب من الوحدات التالية:
  • وحدة الدراسات والأبحاث المصطلحية والمعجمية
  • وحدة المعلومات والتوثيق (مرصد المصطلحات)
  • وحدة المجلة والإعــلام (مجلة اللسان العربي)
  • وحدة الشؤون الإدارية والمالية
ويمارس المكتب أعماله وفق أحكام نظام موظفي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ونظامها المالي والإداري والقرارات والتعليمات التي يصدرها المدير العام للمنظمة.

مجسَّم للهيكل التنظيمي

المسؤولون الذين تعاقبوا على إدارة المكتب

الرقم الترتيبي الاسم الكامـــل تاريـخ التعيين تاريخ انتهـاء المدة
السنة الشهر
1 أ. عبد العزيز بنعبد الله 3/7/1961 27/11/1983 22 5
2 أ. المهدي الدليرو 1/1/1982 31/12/1985 4 -
3 د. مصطفى بنيخلف 01/01/1986 30/6/1986 - 6
3 د. مصطفى بنيخلف 01/01/1986 30/6/1986 - 6
4 أ.د. عبد الجليل بلحاج 1/7/1986 31/8/1990 4 2
5 أ.د. أحمد شحلان 31/8/1990 31/3/1995 4 6
6 أ.د. عباس محمد الصوري 19/2/1997 31/12/2007 10 10
7 أ.د. ميلود حبيبي 1/01/2008 31/06/2012 4 6
8 أ.د. عبد الفتاح الحجمري 1/07/2012 - - -
صورة جماعية للشخصيات الحاضرة في الحفل الذي أقامه مكتب تنسيق التعريب في مقره بالرباط خلال شهر يوليو 2012، والذي تشرف بحضور سيادة المدير العام لمنظمة الألكسو، أ.د. محمد العزيز ابن عاشور، للاحتفال بمناسبة تنصيب أ.د. عبد الفتاح الحجمري مديراً جديداً للمكتب.

الهيئة الموجهة لعمل المكتب

المجلس العلمي الاستشاري:

جاء في النظام الداخلي للمكتب، الذي صادق عليه المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم سنة 1973، أنه يتوفر على لجنة استشارية تتكون من علماء معجميين وشخصيات علمية فذة، وكانت تجتمع مرة على الأقل في كل سنة، للنظر في الموضوعات التي يعرضها عليها المكتب، وكل ما يقترحه السيد المدير العام للمنظمة من مواضيع، وكذا في بعض الجوانب التي ترى اللجنة إدراجها ضمن جدول أعمالها. ولعل بعض الأسباب المادية هي التي أدت إلى تعليق أعمال هذه اللجنة سنة 1983، وعندما أسست المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لجنتها الاستشارية سنة 1991، قدمت هذه اللجنة بعض النصح للمكتب ثم توقفت بدورها بعد ذلك. وفي سنة 1999 صدر قرار السيد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتشكيل مجالس علمية استشارية للمراكز الخارجية، وفق قرار المجلس التنفيذي للمنظمة سنة 1998. وقد اجتمع المجلس العلمي الاستشاري للمكتب في أول دورة له بالرباط خلال شهر فبراير 2002، ثم عقد دورته الثانية في طرابلس بليبيا سنة 2004، ودورته الثالثة في عمان بالمملكة الأردتية الهاشمية سنة 2007.


العـمــل المعجمــي والمصطلحــــي

يدخل العمل المعجمي والمصطلحي الذي ينهض به المكتب، في إطار خطة التعريب الشاملة والتي بمقتضاها يقوم بإنجاز أعمال معجمية ولغوية وفق قوانين تحكم سـيره العلمي، وطبقاً لمناهج محددة يضعها المكتب لنفسه من خلال ما يقترحه مجلسه العلمي الاستشاري، أو تبعاً لخطط تضعها له المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، انطلاقاً من مقترحات وأولويات يفرضها واقع اللغة العربية ومتطلبات الأقطار العربية المتطلعة إلى الاستفادة من النتاج العلمي المعاصر. و يمكن حصر أسلوب المكتب في تنسيق المصطلحات في ثلاث مراحل، كان آخرها تلك التي تبناها المكتب سنة 1990، وتتمثل في الخطوات التالية:
  1. إطلاع اللجان الوطنية العربية للتربية والثقافة والعلوم، على قائمة المشروعات المعجمية التي ينوي المكتب إنجازها، لإمداده بأسماء الجهات المتخصصة الراغبة في التعاقد معه لإعداد أحد المشروعات المقترحة.
  2. يتعاقد المكتب مع مؤسسة علمية متخصصة في مجال المشروع، لتكون هي المشرف العلمي على إنجازه، وهي التي تختار الخبراء وتتابع العمل، خطوة خطوة، حتى نهايته. ويضع المكتب تحت تصرف فريق العمل، وبتعاون مع خبرائه اللغويين، المراجع والمصادر الضرورية لإنجاز المشروع، مع اعتبار المصطلح المـجْمَعي مصطلحاً أساسياً، إن وُجد، وكذلك المصطلحات الموحدة التي صادقت عليها مؤتمرات التعريب، مع ضرورة الرجوع إلى التراث العربي للاستفادة منه واستثماره.
  3. عرض المشروع، بعد إنجازه، على جهات متخصصة لمراجعته وتقويمه وإبداء الملاحظات عليه.
  4. توجيه هذه الملاحظات إلى الجهة الأولى، للاستفادة منها في إغناء المشروع الأصلي.
  5. يوزع المكتب مشروع المعجم بعد إنجازه على الجهات المختصة في الوطن العربي، لأجل الدراسة وإبداء الرأي، تمهيدا للعرض على مؤتمر للتعريب.
  6. عرض المشروع المنقح بعد ذلك على مؤتمر للتعريب لدراسته وإقراره.

منهجية مكتب تنسيق التعريب في وضع المصطلحات

تنفيذا لقرارات وتوصيات مؤتمرات التعريب الداعية إلى ضرورة اعتماد منهجية علمية دقيقة لوضع المصطلحات الموحَّدة، نظم مكتب تنسيق التعريب – لهذا الغرض- عدة اجتماعات وندوات، من أهمها: ندوة الرباط (سنة 1981)، وندوة عمّان (سنة 1993). وقد وضع المشاركون في هذه اللقاءات المبادئ الأساسية في اختيار المصطلحات العلمية ووضعها. وترتكز هذه المبادئ على عناصر، من أهمها: الاطراد والشيوع، ويسر التداول، والملاءمة، وإمكان التوليد. المبادئ الأساسية:
  1. ضرورة وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهة بين مدلول المصطلح اللغوي ومدلوله الاصطلاحي، ولا يشترط في المصطلح أن يستوعب كلَّ معناه العلمي.
  2. وضع مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد ذي المضمون الواحد في الحقل الواحد.
  3. تجنب تعدد الدلالات للمصطلح الواحد في الحقل الواحد، وتفضيلُ اللفظ المختصِّ على اللفظ المشترك.
  4. استقراء وإحياء التراث العربي، وخاصة ما استُعمل منه، أو ما استقر منه من مصطلحات علمية عربية، صالحة للاستعمال الحديث، وما ورد فيه من ألفاظ معرَّبة.
  5. مسايرة المنهج الدولي في اختيار المصطلحات العلمية، مما يقتضي:
    • أ‌- مراعاة التقريب بين المصطلحات العربية والعالمية، لتسهيل المقابلة بينهما للمشتغلين بالعلم والدارسين.
    • اعتماد التصنيف العشري الدولي لتصنيف المصطلحات، حسب حقولها وفروعها.
    • تقسيم المفاهيم واستكمالها وتجديدها وتعريفهـا وترتيبها، حسب كل حقل.
    • اشتراك المتخصصـين والمستهلكـين فـي وضـع المصطلحات.
    • مواصلة البحوث والدراسات لتيسير الاتصال، بدوام، بين واضعي المصطلحات ومستعمليها.
  6. استخدام الوسائل اللغوية في توليد المصطلحات العلمية الجديدة بالأفضلية، طبقاً للترتيب التالي: التراث، فالتوليد ( لما فيه من مجاز، واشتقاق، وتعريب، ونحت).
  7. تفضيل الكلمات العربية الفصيحة المتواترة على الكلمات المعربة.
  8. تَجَنُّب الكلمات العامية، إلا عند الاقتضاء، بشرط أن تكون مشتركةً بين لهجات عربيـة عديدة، وأن يُشار إلى عاميتها، بأن توضع بين قوسين، مثلا.
  9. تفضيل الصيغة الجزلة الواضحة، و تَجَنُّب النافر والمحظور من الألفاظ.
  10. تفضيل الكلمة التي تسمح بالاشتقاق على الكلمة التي لا تسمح به.
  11. تفضيل الكلمة المفردة، لأنها تساعد على تسهيل الاشتقاق، والنسبة، والإضافة، والتثنية، والجمع.
  12. تفضيل الكلمة الدقيقة على الكلمة العامة أو المبهمة، ومراعاة اتفاق المصطلح العربي مع المدلول العلمي للمصطلح الأجنبي، دون التقيـد بالدَّلالة اللفظية للمصطلح الأجنبي.
  13. في حالة المترادفات أو القريبة من الترادف، تُفضّل اللفظةُ التي يوحي جذرها بالمفهوم الأصلي بصفة أوضح.
  14. تُفَضَّل الكلمة الشائعة على الكلمة النادرة أو الغريبة، إلا إذا التبس معنى المصطلح العلمي بالمعنى الشائع المتداول لتلك الكلمة.
  15. عند وجود ألفاظ مترادفة أو متقاربة في مدلولها، ينبغي تحديدُ الدَّلالة العلمية الدقيقة لكل واحد منها، وانتقاء اللفظ العلمي الذي يقابلها. ويَحْسُن عند انتقاء مصطلحات من هذا النوع، أن تُجمع كل الألفاظ ذات المعاني القريبة أو المتشابهة، وتُعَالجَ كلها مجموعة واحدة.
  16. مراعاة ما اتّفق المختصون على استعماله من مصطلحات ودَلالات علمية خاصة بهم، مُعرَّبة كانت أو مترجمةً.
  17. التعريب، عند الحاجة، وخاصة المصطلحات ذات الصيغة العالمية، كالألفاظ ذات الأصل اليوناني أو اللاتيني، أو أسماء العلماء المستعملة مصطلحات، أو العناصر والمركبات الكيميائية.
  18. عند تعريب الألفاظ الأجنبية، يُراعى ما يأتي:
    • أ- ترجيح ما سَهُل نُطقُه في رسم الألفاظ المعربة، عند اختلاف نطقها في اللغات الأجنبية.
    • ب- التغيير في شكله، حتى يُصبح موافقا للصيغة العربية ومستساغا.
    • جـ-اعتبار المصطلح المعرب عربيا، يخضع لقواعد اللغة، ويجوز فيه الاشتقاق والنحت، وتستخدم فيه أدوات البدء والإلحاق، مع موافقته للصيغة العربية.
    • د- تصويب الكلمات العربية التي حَرَّفَتْها اللغاتُ الأجنبية، واستعمالها باعتماد أصلها الفصيح.
    • هـ- ضبط المصطلحات عامة، والمعرب منها خاصة، بالشكل، حرصا على صحة نطقه، ودقة أدائه.